الانتحال عموماً هو ظاهرة أدبية عامة لا تقتصر على أمة دون غيرها من الأمم ولا على جيل معينٍ من الأجيال، هذا وقد عرفها العرب كما
عرفتها الأمم القديمة التي كان لها ناتج أدبي وعرفها العصر الجاهلي كما عرفها العصران الأموي والعباسي. فالانتحال قضية من القضايا الكبرى في الشعر الجاهلي، ويـُقصد بالانتحال أن ينسب شاعر أو راوٍ ما شعراً مزيفاً إلى شاعر آخر جاهلي ليس هذا الشعر له في شيء، وقد درس القدماء أمثال محمد بن سلام الجمحي قضية الانتحال في الشعر الجاهلي، وذكروا بعضاً من مشاهير الرواة المنتحلين مثل خلف الأحمر وحماد الراوية وغيرهم. وقد كان الشعر الجاهلي يُـتداول شفاهياً قبل التوسع في استخدام الكتابة والتدوين مما يعني إمكانية حدوث التحريف عن طريق النسيان أو غيره ما دام التوثيق غير مكتوب في أصله.