- الحركية والدينامية لا تتحققان في جماعة القسم إلا إذا توفرت هذه الجماعة على عناصر :
أ- البنية : بنية جماعة القسم بنية معقدة ، تتكون من مستويات عديدة ، ترتبط بتعدد أعضاء جماعة القسم ، و اختلاف منازلهم و رتبهم في سلم هذه الجماعة . و يمكن أن نجتهد في وضع خطة لجماعة القسم تضم العناصر التالية :
1- الموجه وهو الأستاذ : و عمله ضبط النظام الداخلي لجماعة القسم ، ومحاولة تحريكها نحو الأهداف التربوية المتوخاة من الجهد التربوي المبذول .
2- التلاميذ : و هم يمثلون مستويات مختلفة ، و على العموم تتضمن عادة العناصر التالية :
أ - عناصر مجدة ، وهم المجتهدون ذوو الرتب الأولى ، في الجماعة .
ب- متوسطو المستوى الدراسي ، و هم دون المجتهدين في الرتبة ، في الجماعة .
ج- ناقصوا الفهم و المتهاونون ، وهم دون المتوسطين في سلم التراتب الداخلي لجماعة القسم .
د- المشاغبون : و باقي العناصر التي لا تهتم باحترام قواعد الضبط داخل جماعة القسم . و هؤلاء المشاغبون ، قد يكونون من بين المجتهدين أو الكسالى أحيانا و من بين المتوسطين أيضا .
و تذهب بعض الدراسات إلى التأكيد على تأثير حجم جماعة القسم في تعقد بنياتها الداخلية . فبكبر الجماعة ، تزداد بنيتها تعقيدا ، و بصغر حجمها ، تنقص تعقيداتها .
إن العلاقات داخل الجماعة ، بحسب اختلاف مستوياتها ، هي التي تولد حركية داخلية و دينامية جماعية تتمثل في المسارات العاطفية لهذه العلاقات .
إن العلاقة مفهوم أساسي في إطار بنية جماعة القسم ، فهي المحرك لهذه البنية ، والعنصر الدافع لأعضاء الجماعة ، في سبيل تحقيق الأهداف التي يطمحون إليها باسم الجماعة كلها .
ب- التماسك : إن قيام العلاقات داخل جماعة القسم على نوع من التفاهم الداخلي ، يؤدي إلى الاتفاق في الرأي ، و الدفاع المشترك عن أسس الجماعة و مكتسباتها .
و هذا كله يؤدي إلى التماسك بين أعضاء الجماعة . و هذا التماسك ظاهرة و قائية لا تظهر في صورتها الواقعية ، إلا إذا جوبهت الجماعة ، بعنصر أجنبي ، أو عضو دخيل ، أو جماعة أخرى خارجية .
إن التماسك يدل على الوحدة من جهة ، و على مدى قوة الروابط التي تجمع أعضاء الجماعة من جهة أخرى .
و للتماسك دور كبير في توليد دينامية داخلية في جماعة القسم ، ويتضح ذلك في عدة مظاهر منها :
- تنوع روح التضامن عل المستوى العاطفي من جهة . وعلى المستوى العملي الفعلي من جهة اخرى ، فالأفراد يتعاطفون فيما بينهم داخل القسم بحيث نجدهم يتحدثون ضمير الجماعة " نحن "
- و الفرد في القسم ، أو التلميذ ، يجد لذة في تعبيره بضمير الجماعة ، لذة في استشعار الوحدة و التماسك .
ج- التفاعل و التواصل :
يذهب أحد الدارسين وهو بوفار bouvard ، إلى القول بأن التواصل داخل القسم يؤدي إلى خلق تفاعل خلاق و إيجابي داخل جماعة القسم كما أن " التواصل يؤثر في سلوكات الأفراد بحيث يجعلهم أكثر إحساسا بإيجابية الجماعة . مما يجعل الأفراد يزدادون تعلقا بالجماعة ، ويجعل الجاعة أكثر ثقة في نفسها ."
في القسم قد يتخذ التفاعل مظهر الصداقة " تفاعل عاطفي عميق بين شخصين ، او أكثر ، احسوا بتقارب ميولاتهم ، وتشاكل الخطوط العامة لنفسياتهم ، مما يجعل بعضهم يقترب من بعض ، فتنشأ من جراء هذا التقارب ، علاقة حميمية بين الأفراد تتجاوز مجرد التواصل الظاهري ، لتتخذ صورة تواصل أعمق هو تواصل عاطفي ، مؤداه الصداقة .
و هناك أشكال أخرى كالزمالة " و هي تلك العلاقة الرسمية التنظيمية التي تفرضها المؤسسة على أعضاء جماعة القسم .
د- البواعث و الأهداف : عندما يحس أعضاء جماعة بأنهم يكونون وحدة ، فإنهم يعملون من أجل الرفع من مستوى إنتاجيتهم ، ويبحثون عن الوسائل التي تضمن لهم تحقيق هذا الهدف .
إذا نظرنا إلى جماعة القسم ، فإننا نجد الهدف المتفق عليه بصورة مبدئية ، هو تحقيق الغاية التربوية ألا و هي التحصيل و التعلم .
و للعمل عل تحقيق هذه الغاية التربوية ، بواعث تدفع التلاميذ إلى تحقيقها ، وهي بواعث كثيرة ، تختلف باختلاف التلاميذ ، واختلاف الطرق المستعملة في تربيتهم .