- اهتمت التربية لفترة طويلة ، بفضل تطور علوم الإنسان و التربية ، بحاجات المتعلم المتجددة بموازاة الاهتمام بحاجات المجتمع والمعرفة ، بحيث تجددت مطالب التربية التي بنيت في تراث القرن الماضي التربوي على أساس المعرفة أولا . أما تربية اليوم ، كاستراتيجية للمستقبل ، فتقوم وفق منطق التحول و التغيير اللذين عرفهما تطور المجتمعات المعاصرة ، فضلا عن تلبية حاجات المتعلم على تلبية رغباته الخاصة ، بحيث توفق بين الحاجات والرغبات كمطالب أساسية لتداول الثروات المعرفية و العاطفية عند المتعلم كمواطن يعيش في مجتمع متعدد القيم . فلم تعد المدرسة تقدم لهذا المتعلم المعارف فقط ، بل أصبحت تمكنه من الكفايات و المهارات و القيم الاجتماعية و الإنسانية ، كقيم المساواة و العدالة و الحرية و التربية والديموقراطية ، فضلا عن القيم الخاصة به كالحس النقدي و المنهجي ... و باختصار ، فقد أصبح المتعلم في حاجة إلى تعلم القيم المرتبطة بالعقل ، وأسئلة الحياة ، و مستقبل الإنسانية .